Admin فرسان غزه
عدد المساهمات : 343 تاريخ التسجيل : 13/01/2009 العمر : 55
| موضوع: مسابقات ملكات الجمال.. أين حماة حقوق المرأة؟ الأحد ديسمبر 27, 2009 8:31 am | |
|
| ما حكم مسابقات الجمال التي تنظمها الدول الإسلامية وخصوصا ما يعلن عنه في فلسطين الجريحة؟؟؟؟
| السؤال | 22/12/2009 | التاريخ | الشيخ أكرم كساب عضو مؤسس في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين | المفتي |
| |
| بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
هذه المسابقات ما هي إلا لون من ألوان النخاسة والدياثة، ومظهر من مظاهر جاهلية القرن الحادي والعشرين، وهي امتهان لكرامة المرأة ، ويأثم كل من شارك في هذا النوع من المسابقات، فتأثم من رضيت لنفسها المهانة والامتهان بدخولها في مثل هذا النوع الخسيس من المسابقات، كما يأثم ولي أمرها الذي رضي لنفسه الدياثة، ويأثم القائمون على إدارة شؤون الدولة بسماحهم بمثل هذه ا لمسابقات، ويأثم كل من روج لهذا الفسق والمجون سواء كان بدعم مادي أو دعم إعلامي.
هذا خلاصة ما أفتي به الشيخ أكرم كساب –عضو مؤسس في اتحاد علماء المسلمين- وإليك نص فتواه:
فقد ساءني كما ساء غيري من الدعاة والعلماء أن يعلن عن قيام مثل هذه المسابقات في ديار الإسلام، وبالأخص في فلسطين الجريحة، وتذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن ما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى , إذا لم تستح فاصنع ما شئت " واه البخاري.
وقفز إلى ذهني مقولة الغزالي -رحمه الله- حين رأى رجلا في إحدى مدن مصر ينادي على طفل تائه فقال لرفيقه: (حد ينادي ويقول: أُمةٌ تائهة يا ولاد الحلال).
وأعتقد أن مثل هذه المشاركات لا تقل عن كونها كبيرة من الكبائر، وإثما يعود على أصناف كل بحسب ما له من قوة وقدرة، وهم كالتالي:
1- المشارِكة:وأعني بها تلك الفتاة التي رضيت لنفسها أن تكون سلعة تعرض في سوق النخاسة، فتظهر مفاتنها، وتبدي زينتها، ليقلبها المتاجرون بأعراض الناس، وقد أهملت قوله تعالى: (وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ) (النور: 31)، وقوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)(الأحزاب: 59).
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من خلع المرأة ثيابها في غير بيتها فقال:" أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها خرق الله عنها سترا" رواه أحمد.
2- ولي الأمر: وأعني به هنا المسؤول عنها سواء كان أبا أو أخا، فمن يرضى لإحدى نسائه أن تقوم بهذا الفعل المشين ليس له تصوير أفظع من كونه ديوث، أقر الخبث في أهله، ورضي لهن بالعري والتكشف، وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة ديوث" رواه الطبرانى، وفي حديث آخر: "ثلاثة قد حرم الله تبارك وتعالى عليهم الجنة: مدمن الخمر ، والعاق ، والديوث الذي يقر في أهله الخبث" روا احمد وغيره. وفي هذا إثم عظيم قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء إثما ان يضيع من يقوت" رواه أحمد.
3- الدولة:وأعني بها تلك التي تسمح بإقامة مثل هذه المسابقات، فدورها المنوط بها يحتم عليها أن تبقي على كل نافع صالح للرعية، وأن تمنع كل فاسد ضار، وإلا كان المسؤولون فيها خائنين للأمانة التي أنيطت بهم، مفرطين في حق الله وحق شعوبهم، وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع ومسؤول عن رعيته فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته" متفق عليه. وقال أيضا محذرا من ترك نصيحة الرعية والعمل على نصحها: "ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة» رواه مسلم.
4- الداعمون لها: وأما الداعمون لهذه المسابقات، فهؤلاء قوم أخطأوا القصد وضلوا الطريق، ولم يؤدوا شكر نعم الله عليهم، وإنما قابلوا النعم بالجحود والكفران، وأنفقوا أموالهم في محاربة الله ونشر الفساد بين الناس.
5- الناشرون لها: وهم رجال الإعلام الذين تتهافت أقلامهم، وتتسارع كاميراتهم على نشر هذا المجون تحت مسمى (مسابقات)، وما شعروا ان أقلامهم تروج للخنا، وكاميراتهم تظهر الفجور، وقد قال الله في مثل هذه النوعية: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) النور: 19).
بقي هنا أن أذكر بنقاط ثلاث:
الأولى: جاهلية الماضي وجاهلية الحاضر:
فقد تلاقت جاهلية الحاضر مع جاهلية الماضي في سوق النخاسة، وإن كان فرق بين سوق النخاسة في الماضي والحاضر، ففي الماضي لم تكن أسواق النخاسة تعرض سوى لحوم الإماء – وهذا غير مقبول – أما الآن فقد تتطورت نخاسة القرن الحادي والعشرين لتبيح لحوم كل النساء، على اعتبار أن ذلك جمال وفن، والفنون جنون.
الثانية: نظرة الإسلام إلى المرأة:
المرأة في الإسلام ليست بضاعة تعرض، ولا وردة تشم، ولا وسيلة تعرض من خلالها البضائع، وإنما هي جوهرة مصونة، ودرة مكنونة، يرعاها الإسلام صغيرة، ويحفظها كبيرة، وهي بين هذا وذاك ابنة تُربى، وأخت تعان، و زوجة تصان، وأم تشكر، وجدة تحمد صنائعها...
الثالثة: حتى فلسطين:
وأنا هنا أتساءل: لو قدر لبعض بلدان الأمة – بسبب تخاذل حكامها - أن تنحدر إلى هذا المستوى، فتعرض لحوم بناتها؛ أفتستجيب فلسطين لمثل هذه القاذورات؟
فلسطين التي ما زالت دماء أبنائها تسيل، وأرواح شهداءها تقدم شهيد تلو الشهيد!
فلسطين التي ما زالت مقدساتها تدنس، وأرضها تغتصب
إن مسابقة كهذه يراد بها أن يبعد أهل فلسطين عن هويتهم الإسلامية، حتى تتميع القضية، وتبقى في طورها القومي... فليت قومي يعلمون..
والحمد لله أولا وآخرا...
والله أعلم.
مسابقة ملكة جمال فلسطين.. أين المعتصم؟ |
| |
|